ليس من السهل أن تكون مسؤولاً عن طفل صغير، فهذه المسؤولية هي من أكثر التجارب التي تغير حياة الشخص البالغ. فتشعر أن إبقاء طفلك الصغير سعيدًا وصحيًا وآمنًا من أي مرض هو كُل همّك! لذلك تبحث كل أم عن طرق تساعدها في تقوية مناعة الطفل.

إن أكثر ما يمكن أن يشعرك بالضيق هو رؤية طفلك يقع فريسة للسعال أو البرد أو أي حالة معدية. ومع الأسف، تصبح هذه الحالات أكثر شيوعًا عندما يبدأ الأطفال في مرحلة الحضانة ومن ثم المدرسة، ويبدو أنه من المستحيل تجنبها. فبالتالي، إن تطوير مناعة طفلك أمرُ ضروريّ للغاية.

سنتعرف في هذا المقال عن أطعمة ومشروبات تقوي المناعة عند الأطفال.

كيف تقوي مناعة طفلك

  • الرضاعة الطبيعية

يعتبر حليب الأم أفضل غذاء يمكن أن يساهم في تقوية مناعة الطفل ، فهو الغذاء الوحيد المصمم خصيصًا ليناسب احتياجات طفلك على حسب تطوره. كما أنه يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية بكميات مناسبة ويسهل هضمها.

يجب أن تعلم أيضًا أن حليب اللبأ الموجود في حليب الأم هو الحل السحري لتقوية مناعة طفلك خلال أعوامه المقبلة. فهو يحتوي على أجسام مضادة يمكنها مكافحة العدوى. كما و تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل يتمتعون بجهاز مناعي أكثر تطورًا وأقل عرضة للأمراض والحساسية من غيرهم.

  • الحصول على جميع التطعيمات

منذ خمسة عقود واللقاحات تنقذ العديد من الأرواح. فهو طريقة بسيطة وفعالة لحماية صحة طفلك من مجموعة متنوعة من الأمراض والالتهابات قبل الإصابة بها من خلال تعزيز نظام المناعة لديه. لذلك يجب التأكد من اتباع جدول التطعيمات الخاص بطفلك وتلقي جميع الحقن المطلوبة في الوقت المحدد. فهو أمرٌ مهم لجميع الأطفال لتعزيز المناعة، وخاصة أولئك الذين يعانون من الربو أو غيره من الأمراض المزمنة.

  • الحصول على طعام ومشروبات صحية

قومي بتقديم الطعام لطفلكِ بطريقة جذابة وشهية من خلال توفير مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات. فعلى سبيل المثال، قومي بوضع ألوان زاهية من الأطعمة الصحية لتجذبي انتباهه كالتوت ، والفلفل الحلو ، والبروكلي فهي أطعمة غنية بمضادات الأكسدة. كما أن البرتقال والحمضيات غنية بفيتامين سي الذي يقوي مناعة الطفل ويعمل كحاجز ضد الالتهابات.

لا تنسِ وضع الخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ ، فهي غنية بالحديد والتي تساعد الجسم على إنتاج خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة. وبإمكانك العثور على أحماض أوميغا الدهنية التي تعزز الذاكرة في المكسرات والبذور والحبوب والبقوليات. وإذا كنتي ترغبين في الحصول على مصدر غني بالبروتين ، فيجب عليك تضمين البيض ضمن الوجبة و إضافته إلى النظام الغذائي اليومي بأشكال مختلفة. أخيرًا ، يجب عدم الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والوجبات السريعة .

  • الحصول على قسط كافِِ من الراحة

تظهر الأبحاث أن الحصول على قسط كافٍ من النوم مهم لصحة الاطفال والبالغين على حدٍ سواء. لذلك ، إذا حصل طفلك على قسط كافٍ من النوم ، يمكن أن يساعد ذلك في تقوية جهاز المناعة لديه وبالتالي الحفاظ على صحة الأسرة. يحتاج معظم الأطفال من 10 إلى 14 ساعة من النوم المستمر. ومن الجدير بذكره أنه يمكنكِ بعمل روتين للنوم يحبه طفلك ، مثل الاستحمام بماء دافئ أو القليل من التدليك أو قضاء بعض الوقت في قراءة القصص معًا. وتذكري عزيزتي أن الطفل الذي يتمتع بالنشاط والراحة سيكون أكثر قدرة على مكافحة العدوى.

  • ممارسة الرياضة

ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لعمر طفلك أمرٌ مهم للغاية لصحة طفلك. كوني متأكدة أن ساعة تمرين واحدة في الحديقة أو في المنزل كافية لتقوية وتعزيز مناعة طفلك.ولإضافة المزيد من المرح يمكنك ممارسة الرياضة عائلياً، وستكون هذه الخطوة وسيلة رائعة للتواصل مع طفلكِ والحفاظ على لياقتكِ أيضاً.

  • الحفاظ على نظافة الطعام والالتزام بالعادات الصحية

ستنخفض مستويات المناعة لدى أطفالك بشكل طبيعي إذا كان الطعام الذي يأكلونه غير صحي. تأكدي من نظافة الطعام وتعقيم أدوات الطعام قبل التقديم. بالإضافة إلى ذلك ، عندما يتعلق الأمر بتعزيز نظام المناعة لدى طفلك ، فإن النظافة الشخصية أمر ضروري. علّمي طفلك وعوديه على غسل يديه قبل وبعد الوجبات ، وكذلك عند استخدام المرحاض. كما و يجب إخبار طفلكِ عن مخاطر الوجبات السريعة ، مثل البكتيريا التي يمكن أن تجعله يمرض. سيجعله هذا أكثر وعيًا بعاداته الغذائية. تذكر أنه يجب التأكيد على هذه السلوكيات البسيطة حتى يتعود عليها الطفل منذ صغره.

  • التنزه

قم باصطحاب طفلك إلى الخارج كلما أمكن ذلك للحصول على الهواء النقي وفيتامين د الذي تحتاجه كل خلية في الجسم والتي تساعد في بناء المناعة. شجعه على اللعب مع الكلاب ، والركض حافي القدمين في العشب ، ولا تقلقي إن اتسخ قليلاً فالتعرض المنتظم للجراثيم يمكّن الجسم من التكيف وتنويع البكتيريا المفيدة. ولكن تأكد من غسل أيديهم بشكل صحيح بعد هذه الرحلة الممتعة.

  • الابتعاد عن التدخين السلبي

من المعروف أن للتدخين غير المباشر أو التدخين السلبي له آثار ضارة لأن المواد الكيميائية الموجودة فيه يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا السليمة. وبما أن الأطفال يتنفسون أسرع من البالغين فيشكل ذلك خطراً أكبر على صحتهم.

  • عدم الإكثار من المضادات الحيوية
  • من الممكن أن تضر المضادات الحيوية بجهاز المناعة لدى طفلك إذا كنتِ تستخدمها بشكل متكرر. فيرغب الآباء في هذه الأيام في علاج كل مرض باستخدام المضادات الحيوية لسرعته مفعوله. ومع ذلك ، يجب أن تضع في اعتبارك أن تناول الكثير من المضادات الحيوية قد يكون ضارًا لأنها تقضي في كثير من الأحيان على البكتيريا المفيدة والضارة ، مما يؤثر على جهاز المناعة في الجسم. اتبع توصيات طبيب الأطفال ولا تجبره على وصف المضادات الحيوية لكل مرض.

    إن نزلات البرد والسعال والكدمات والجروح هي أجزاء لا مفر منها في مرحلة النمو. ولكنّ الحرص على تقوية مناعة الطفل من خلال نمط حياة وبيئة متوازنة سيقطع شوطًا طويلاً نحو ضمان أن تكون هذه الأمراض موجزة ونادرة.