تُعد حساسية الحليب عند الرضع من المشكلات الصحية الشائعة التي يواجهها الأطفال حديثي الولادة خاصةً في الشهور الأولى من حياتهم، وهي من الأمور الجديّة التي تتطلب اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب تعرض الطفل للحساسية، قد يكون من الضروري استبعاد الحليب ومنتجاته تمامًا من نظام غذاء الطفل، والبحث عن بدائل غذائية مناسبة تلبي احتياجاته الغذائية، لهذا السبب في هذا المقال، سنتحدث عن أسباب واعراض حساسية الحليب عند الرضع، وكيفية تشخيصه، وما هو علاج حساسية الحليب عند الرضع، وبعض النصائح الهامة للأهل للتعامل معها وتجنب حدوثها.

ما هي اعراض حساسية الحليب عند الرضع؟

حساسية الحليب عند الرضع يمكن أن تتسبب في ظهور عدة أعراض مختلفة بين حالة وأخرى، قد تظهر هذه الأعراض في غضون ساعات أو أيام من تناول الحليب أو منتجاته، وقد تكون شديدة في بعض الحالات وخفيفة في الأخرى، وتشمل:

1. اضطرابات في الجهاز الهضمي

قد يعاني الرضع المصابون بحساسية الحليب من قيء متكرر وإسهال أو إمساك، مع كثرة الإصابة بالغازات والتجشؤ المستمر، بالإضافة إلى الإصابة بالتهابات الفم وتورم اللسان.

2. اضطرابات في الجهاز التنفسي

يمكن أن تتسبب حساسية الحليب في ظهور التهابات القنوات التنفسية العلوية المتكررة، مثل التهاب الأنف والحلق والجيوب الأنفية، مما يسبب صعوبة في التنفس.

3. الطفح الجلدي

يمكن أن يظهر الطفح الجلدي على جسم الطفل على شكل بقع حمراء أو إكزيما تصيب الجلد، وقد يكون مصحوبًا بحكة شديدة، وعادةً ما يظهر في الوجه مسببًا التورم، وينتشر أيضًا إلى أجزاء أخرى من الجسم.

4. التهابات الأذن

من اعراض حساسية الرضع من الحليب هي انتفاخ وتهيج في الأنسجة الموجودة بالقرب من الأذن الوسطى، وتشمل الألم والاحمرار والانتفاخ في الأذن، وقد يعاني الطفل أيضًا من حمى، وتشويش على السمع

كيفية تشخيص حساسية الحليب عند الرضع؟

هناك طرق مختلفة لإجراء اختبار حساسية الحليب للرضع، لتحديد ما إذا كان الطفل مصابًا بحساسية تجاه بروتينات الحليب أم لا، وتتضمن:

1. اختبار التحسس الجلدي (Skin Prick Test)

يتم إجراء هذا الاختبار عن طريق وضع قطرات صغيرة من مستخلصات الحليب المُشتبه في أنها تسبب الحساسية على سطح الجلد، ثم يتم الضغط على الجلد بإبرة رقيقة، ويراقب الطبيب موقع الحقن فإذا ظهرت ردة فعل جلدية، مثل احمرار أو تورم في المنطقة، فقد يكون الطفل مصابًا بحساسية لبروتينات الحليب.

2. الفحص الدموي (Blood Antibody Test)

يتم إجراء فحص الدم في المختبر للتحقق من وجود أجسام مضادة معينة في دم الرضيع بحثًا عن الغلوبينات المناعية (مثل الإيمونوغلوبولين E - IgE) والتي تشير إلى وجود حساسية الحليب.

3. الفحص الغذائي (Oral Food Challenge)

يمكن إجراء الفحص الغذائي لتحديد ما إذا كان الرضيع يعاني من حساسية الحليب، وذلك عن طريق إزالة الحليب من نظامه الغذائي لمدة معينة ومراقبة الأعراض التي تظهر، ثم إعادة إطعامه إياه ولكن بكمية ضئيلة، فيتحقق الطبيب من حساسية الحليب عند الرضع في حال ظهرت عليه أعراض.

ما هو علاج حساسية الحليب عند الرضع؟

علاج حساسية الحليب عند الرضع يتضمن عدة خطوات وتدابير للتخفيف من الأعراض وتجنب المشاكل المصاحبة له، إليك بعض الإجراءات العلاجية المهمة:

  • الابتعاد عن المنتجات المحتوية على الحليب

يجب على الأهل تجنب إعطاء الرضع المصابين بحساسية الحليب أي منتج يحتوي على الحليب، بما في ذلك الحليب الطبيعي ومنتجات الألبان مثل اللبن والزبدة والجبن والزبادي.

  • استبدال الحليب ببدائل غذائية

يمكن استبدال الحليب ببدائل غذائية آمنة ومناسبة للاحتياجات الغذائية للرضع مثل حليب الصويا، ويُفضل استشارة طبيب الأطفال أو خبير تغذية لاختيار البدائل الأنسب.

  • العناية بالبشرة

الاهتمام بترطيب بشرة الطفل بشكل جيد وتجنب المواد المهيجة للبشرة إذا كان الطفل يعاني من طفح جلدي نتيجة لحساسية الحليب.

  • العلاج الدوائي

في بعض الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للهستامين لتخفيف الأعراض التحسسية.

في الختام، حساسية الحليب عند الرضع من المشاكل الصحية الشائعة التي قد تواجه الأطفال الرضع في الشهور الأولى من حياتهم، قد تظهر أعراض الحساسية بشكل مختلف بين الأطفال وتشمل اضطرابات في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والطفح الجلدي والتهابات الأذن، ويمكن تشخيص هذه الحساسية بإجراءات بسيطة قد تم ذكرها في المقال، أما بالنسبة لعلاج حساسية الحليب عند الرضع، يكون بتجنب تعريض الرضيع لمسببات الحساسية، وباتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة الطفل. وفي النهاية ننصح الأهل بالاهتمام بتغذية الرضع ومتابعة أي أعراض غير طبيعية تظهر على الطفل وتسبب الضرر لصحته.

لمزيد من المعلومات حول صحة الأم والرضيع ننصحكم بزيارة مدونة قطر ممز.